السبت 19 أبريل 2025 | 12:17 م

النور المقدس يشع من قبر المسيح في سبت النور.. طقوس مهيبة ومعجزة تتكرر كل عام

شارك الان

في أجواء روحانية مهيبة، شهدت كنيسة القيامة في القدس صباح اليوم السبت، الموافق 19 أبريل 2025، ظهور "النور المقدس" من قبر السيد المسيح، وسط حضور كثيف من رجال الدين والمصلين الذين جاؤوا من مختلف أنحاء العالم لإحياء طقوس "سبت النور" أو ما يُعرف أيضًا بـ"سبت الفرح"، استعدادًا للاحتفال بعيد القيامة المجيد غدًا الأحد.

ويُعد ظهور النور المقدس من داخل القبر المقدس أحد أقدم وأقدس التقاليد في الكنائس الأرثوذكسية، حيث يُعتقد أنه معجزة تتجدد كل عام، دلالة على قيامة السيد المسيح من بين الأموات، وانتصاره على الموت والظلام.

معجزة متكررة وإجراءات صارمة

تبدأ التحضيرات للطقس في الساعات الأولى من صباح يوم سبت النور، حيث تقوم السلطات المسؤولة بإغلاق قبر السيد المسيح داخل كنيسة القيامة تمامًا، ويُجرى تفتيش دقيق من قبل الشرطة الإسرائيلية بحضور ممثلين عن الطوائف المسيحية للتأكد من عدم وجود أي مواد قابلة للاشتعال داخله.

عند الساعة الحادية عشرة صباحًا، يتقدم بطريرك الروم الأرثوذكس – بعد أن يُخلع ملابسه الخارجية أمام الحضور للتأكيد على خلوه من أي أداة إشعال – ويدخل إلى القبر حاملاً حزمتين من الشموع.

وبعد دقائق، تخرج الشموع مضاءة بما يُعرف بـ"النور المقدس" وسط هتافات وتسابيح المؤمنين الذين يعتبرون الحدث تأكيدًا إلهيًا على قيامة المسيح.

رمزية روحية ووحدة كنسية
ويحمل هذا الطقس رمزية خاصة لدى المسيحيين الأرثوذكس، حيث يُوزع النور المقدس من داخل القبر إلى كافة الحضور، وينتقل بعدها إلى كنائس العالم عبر طائرات خصصتها بعض الدول لنقل الشعلة المقدسة، في مشهد يعكس وحدة الإيمان والرجاء والاحتفال بقيامة المسيح.

ويُقام في مساء اليوم قداس عيد القيامة في مختلف الكنائس، حيث يترأس البابا تواضروس الثاني القداس الإلهي في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، وسط مشاركة رسمية وشعبية واسعة.